في هذه الأيام الفاضلة التي تمتاز بكثير من العبادات منها صلاة التراويح
وصلاة
التراويح في بعض المساجد لا تعدو أن تكون مجرد حركات لاروح لها ولا طعم
فيدخل المصلي ويخرج ولم يجد شيئاً قد تغير في حياته ولم تنهه صلاته عن
الفحشاء والمنكر وهذا هو الحرمان
أخوتي وأخواتي
لكي نجعل
من صلاة التراويح صلاة لها روحها وطعمها ونخرج من الدنيا بقلوبنا ونعيش مع
الآيات لحظات نسمع فيها كلام الله بقلوبنا وليس بآذاننا فقط
فعلينا
بقرآءة أحد كتب التفسير قبل ذهابنا إلى المسجد للآيات التي يقرأها الأمام
في كل ليلة فعندئذٍ سنستمع إلى الآيات ونحن نعرف معناها ويكون ذلك أدعى
للخشوع في الصلاة بل قد تنتهي الصلاة وأنت تشعر بأنك لم تشبع منها
عن ابن عمر رضي الله عنهما: في قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2]
قال: كانوا إذا قاموا في الصلاة، أقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى
موضع سجودهم، وعلموا أن الله يُقبل عليهم، فلا يلتفتون يميناً ولا شمالاً.
قال بعض السلف الصلاة كجارية تُهدى إلى ملك الملوك فما الظن بمن يُهدي
إليه جارية شلاّء أو عوراء أو عمياء أو مقطوعة اليد والرّجل أو مريضة أو
دميمة أو قبيحة ، حتى يهدي إليه جارية ميتة بلا روح .. فكيف بالصلاة
يهديها العبد ويتقرب بها إلى ربه تعالى ؟ والله طيب لا يقبل إلا طيبا وليس
من العمل الطيب : صلاة لا روح فيها . كما أنّه ليس من العتق الطيب عتق عبد
لا روح فيه
قال ابن عباس: «ركعتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه»
فلنجعل لرمضان هذا العام طعم آخر .. مع الخشوع
أخي وأختي ...
كم مر
علينا من رمضان دخل وخرج ولم نزدد فيه من الله قرباً ولم نذق فيه حلاوة
الصلاة والدعاء ولذة القرب منه سبحانه وتعالى . فليكن هذا الشهر خير
الشهورعليك وأعظمها بركة في حياتك
إن صلاة واحدة بخشوع وحضور قلب تغير حياتك من هم وغم إلى أنس وسرور
__________________
رمضان....
أوله رحمة
وأسطه مغفرة
وآخره عتق من النار
فمن فاته كل هذا فماذا بقي له